لغة الأحلام التي تعبٌ عن الحقائق على نحو ما وقعت يوما لا على نحو ما تقع كل يوم، فهي تترجم للحياة في زمن من العمر تاريخ هذه الحياة نفسها في زمن آخر، وتُرجع الإنسان كله لبقيته الباقية، وتأتي في الكلام لغير جدال، كما تأتي الأجوبة القاطعة على أسئلتها.
وهي لغة الماضي التي تحمل ما حملت عليها؛ لأنها صافية كالحق، منزهة عن الريب كالواقع؛ فإذا وصفت بها الخير كانت كالمرآة المجلوًة، أشرق فيها وجه جميل؛ فملأ صفاءها سوادا، ولكنه لا يطمس على شعاعها، وتضيف إلى سواده لمعان نورها ما دام فيها!