قلنا آنفا إن من أسباب الحرب الأوربية الرئيسية هو ما تسرب في أدمغة الألمان بالتدريج من الفكر القاتل إن الألمان قوم عالون أعدوا لفتح العالم.
وإني، حين درست في أحد فصول هذا الكتاب أمر انتشار الأفكار وتأثيرها في حياة الأمم، بينت كيف أن الفكر لا يعتم أن يكون ذا سلطان على طبقات الأمة العميقة فيغدو كالسيل المنهمر بعد أن يلازم المنطقة النظرية المتحولة للرأي الصرف، وهنالك لا يستطيع الزعماء الذين أبدوه أن يسدوا مجراه، والزعماء هم الذين يأتون بناحية الفكر المجردة، والجماعة هي التي تحول الفكر الألى أعمال.